هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلطت صحيفة عبرية الضوء على حالة من "التشويش" تمر بها "إسرائيل"، بعد سلسلة عمليات قوية أدت إلى مقتل نحو 19 مستوطنا إسرائيليا في أكثر المناطق التي تشهد إجراءات أمنية إسرائيلية مشددة.
وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، في تقرير أعده الخبير تل ليف رام، أن "الخطاب حول تصفية قائد حماس بغزة، يحيى السنوار، يمنحه نقاط استحقاق وحافزا لبناء عظمته في الشارع الفلسطيني".
ورأت الصحيفة أن "خطاب السنوار قبل نحو أسبوع، الذي دعا فيه الفلسطينيين إلى إعداد البنادق، البلطات والسكاكين، هو بمثابة مفترق قرارات هام لحكومة إسرائيل"، معتبرة أن "تهديد السنوار مشابه لتهديد القائد محمد الضيف قبل العدوان الأخير على غزة العام الماضي، بمعنى أنه مؤشر مسبق لمعركة أخرى بقطاع غزة، في ضوء التوتر الأمني في جبهات أخرى".
وتابعت الصحيفة بالقول: "مثلما في العدوان قبل سنة، وفي المرات السابقة أيضا، يتبين أنه توجد لإسرائيل سلة أدوات محدودة جدا تمكنها من ممارسة ضغط على حماس من خارج قطاع غزة، مثل بنك الأهداف؛ من شبكات وحتى مطلوبي حماس في الضفة الغربية، وكل هذا من شأنه أن يصرف الانتباه عن مركز القيادة وشبكات العمل في غزة، وسواء لم تكن لإسرائيل أو لحماس الآن مصلحة في المواجهة في غزة مثلما يعتقد جهاز الأمن عندنا، فإن تطور الأمور بعد شهر ونصف من العمليات الفتاكة، إضافة لتوتر أمني متواصل، يقترب التصعيد في الجنوب أيضا".
اقرأ أيضا: إيهود باراك يحذر من حرب أهلية تنهي وجود "إسرائيل"
ورأت تل أبيب أن "التقارب الزمني لتحريض السنوار لتنفيذ العملية الرهيبة في "إلعاد" يستوجب فحصا متجددا واتخاذ قرارات بشأن السلوك تجاه قطاع غزة، قبل أن يجرى بحث في تصفية زعيم حماس، فالقرارات لا تتخذ فقط من زعيم حماس كهذا أو ذاك، اليوم هذا هو السنوار، وغدا شخص آخر، وعليه السؤال الكبير، كيف تسعى إسرائيل لأن تدير الآن استراتيجيتها تجاه القطاع؟".
ونوهت معاريف إلى أن "الأمر مثلما كان في السنوات الأخيرة، حيث إنه مطلوب من حماس الحفاظ فقط على الهدوء ومنع نار الصواريخ من القطاع مقابل التسهيلات المدنية، غير أن الفترة الأخيرة أظهرت أن التحريض والتوجيه للعمليات من غزة من شأنهما أن يكونا فتاكين أكثر من نار الصواريخ التي تنفذها حماس بشكل مباشر.
ولفتت إلى أن الحركة تمنع فيه المنظمة الصواريخ من القطاع وترسل للمصريين برسائل تصالحية، لكنها بالمقابل تحرض بشكل عنيف على توجيه العمليات إلى إسرائيل"، معتبرة أن "هذا الوضع لا يقبله العقل، ويفترض بحكومة إسرائيل أن تعطي الرأي قبل العملية الأخيرة في "إلعاد" بكثير".
وأكدت "معاريف" أن "إغلاق معبر العمال من غزة إلى إسرائيل بعد نار الصواريخ الأخيرة، وفتحه من جديد بعد يومين فقط، يجسد فقط حالة التشوش الإسرائيلي في الداخل، التي لعل لديها دوافع لممارسة الضغط على حماس في غزة، لكن ليس لها أي رافعة لجباية ثمن من حماس بسبب إشعالها موجة التصعيد الأخيرة داخل إسرائيل".
كما نوهت إلى أن "إسرائيل مطالبة بأن توجه عمليا رسالة تفيد بأنها لم تعد مستعدة للعبة حماس المزدوجة، وبالتأكيد لا يمكنها أن تبقى غير مبالية تجاهها".