سياسة عربية

ماذا تحمل زيارة السفير المصري الجديد إلى مصراتة الليبية؟

وصل السفير المصري الجديد إلى طرابلس منذ أيام قليلة ليتسلم مهامه- أرشيفية
وصل السفير المصري الجديد إلى طرابلس منذ أيام قليلة ليتسلم مهامه- أرشيفية

طرحت زيارة السفير المصري الجديد لدى ليبيا، محمد سليم، إلى مدينة مصراتة في هذا التوقيت، مزيدا من التساؤلات عن دلالة وأهداف ورسائل هذا التقارب المصري مع المدينة، التي ظلت ترفض أي تعاون أو تقارب مع نظام السيسي. 


وزار سفير مصر الجديد مدينة مصراتة، بعد توجيه دعوة رسمية له من غرفة الصناعة والتجارة الليبية، والتقى خلالها عددا من المسؤولين ورجال الأعمال والمستثمرين. 


"زيارة باشاغا" 


وفي كلمة متلفزة، قدم السفير المصري الشكر لأهالي مصراتة ومسؤوليها على حفاوة الاستقبال، معلنا عودة الطاقم الدبلوماسي كاملا خلال أيام قليلة، وأنه ناقش معهم آليات زيادة التبادل التجاري بين البلدين، وتسهيل الإجراءات لتحقيق ذلك. 


وبالإضافة إلى رجال الأعمال، قام السفير بزيارة إلى وزير الداخلية السابق، فتحي باشاغا، مقدما له التهنئة بمناسبة عيد الفطر، في حين رحب باشاغا بالزيارة، مؤكدا على دور مصر الإيجابي في العملية السياسية، وتطلعه لأن يقوم السفير بالدفع لمزيد من التعاون بين البلدين. 


والسؤال: ماذا تحمل زيارة سفير مصر في ليبيا إلى مصراتة الآن؟ وهل تصالحت المدينة مع النظام المصري؟ 


"كواليس الزيارة" 


من جهته، كشف رئيس غرفة الصناعة والتجارة وعضو البرلمان الليبي، محمد الرعيض، لـ"عربي21"، كواليس وتفاصيل زيارة السفير المصري الجديد إلى مدينة مصراتة، وأهم محاور الزيارة. 


وقال الرعيض، في أول تصريحات له بعد الزيارة، إن "زيارة السفير المصري الجديد إلى ليبيا، محمد سليم، إلى مدينة مصراتة، جاءت بدعوة رسمية من غرفة الصناعة والتجارة الليبية؛ من أجل لقاء عدة مسؤولين في المدينة، وزيارة عدة مشروعات هناك. 


وأوضح البرلماني ورجل الأعمال الليبي أن "زيارة السفير لاقت ترحيبا كبيرا من قبل كافة أهالي مصراتة، ولاقت أيضا اهتماما كبيرا من قبل كافة المسؤولين بكل الجهات التي تمت زيارتها"، وفق كلامه.


وأشار الرعيض إلى أنه "تم خلال الزيارة طرح ونقاش عدة ملفات، من أهمها: تذليل العقبات وكافة السبل لتسهيل عودة العمالة بشكل منظم، وتسهيل الحصول على التأشيرة للمواطنين الليبيين، كما اتفقنا مع السفير المصري على إقامة معرض للمنتجات المصرية بمدينة مصراتة قريبا".   


وأضاف: "كما أكدنا مع السفير واتفقنا على متابعة كافة الأمور والإجراءات التي تسهل حركة المواطنين والسلع والبضائع بين البلدين، واستمع السفير لعدة أطروحات، والتقى مجموعة كبيرة من المسؤولين ورجال الأعمال في المدينة، ولامسنا في حديثه الجدية والإرادة السياسية لتنفيذ كل ما اتفقنا عليه أو اقترحناه"، وفق تصريحاته الخاصة لـ"عربي21". 


"غلق ملفات قديمة" 


في حين أكد الأكاديمي المصري المتخصص في الملف الليبي، خيري عمر، أنه طبقا للقوائم الانتخابية خلال ملتقى الحوار السياسي الأخير، كان هناك توافق بأن مصراتة وكونها تمثل ثقلا في السياسة الليبية، فلا بد أن يكون رئيس الحكومة من المدينة، ولذا رأت مصر التواصل معها لدورها في المرحلة الراهنة، وكونها إحدى البوابات المهمة للانفتاح على الغرب الليبي". 


وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أن "زيارة السفير للمدينة مهمة في هذا التوقيت، وتهدف لتحقيق عدة أهداف، أهمها: غلق الملفات القديمة، وفتح صفحة جديدة مع الجميع ومنها مصراتة، وهو موقف مختلف عن السابق بين الدولة المصرية والمدينة"، وفق رأيه. 


وتابع: "أما بخصوص لقاء السفير المصري بالوزير باشاغا؛ فكون الأخير كان من التيار الذي يرى ضرورة التقارب والانفتاح على مصر، بل وزار بالفعل القاهرة رغم الرفض أو الاحتقان من قبل ناشطين وساسة في مصراتة ضد النظام المصري وقتها، خاصة مع انتهاء مشروع حفتر بالسيطرة على طرابلس"، كما صرح. 


"التقارب مع تركيا" 


لكن الصحفي والناشط من مصراتة، المبروك الهريش، رأى أن "الزيارة تأتي في إطار تواصل الدولة المصرية مع السلطة الموجودة في غرب ليبيا، بعدما ظلت سنوات تتواصل فقط مع الشرق الليبي، وتتماشى أيضا مع سياق إعادة تقييم مصر للملف الليبي، وتأكدها أن حكم حفتر وسيطرته أصبح مشروعا خارج الرهان، ولا يعول عليه". 


وأضاف: "لذا؛ بدأت القاهرة خطوات للتقارب والتنسيق، وربما يساعد في تحقيق ذلك عمليا حالة التقارب التركي المصري الأخيرة؛ بحكم أن أنقرة لها النفوذ الأكبر في غرب ليبيا، وبخصوص زيارة السفير لباشاغا؛ فلأن التعاون الفعلي بين الغرب الليبي والنظام المصري بدا فعليا بعد زيارة "باشاغا"، وقتما كان وزيرا للداخلية إلى القاهرة والانفتاح عليها"، وفق تصريحه لـ"عربي21". 

التعليقات (1)
همام الحارث
الثلاثاء، 18-05-2021 05:15 ص
زيارة السفير لمدينة مصراته تدلل على أن مصر و غيرها من أعراب أمريكا يخسرون نفوذهم في شرق ليبيا بينما تقوم روسيا بترسيخ وجودها هناك بدلاً منهم. لقد رأينا أن الدعوة لانسحاب المليشيات "و أهمها جيش روسيا المتستر تحت تسمية فاغنر" لم تلق أذاناً صاغية بل بالعكس عززت روسيا من قوتها. من الوارد أن يقوم الأمريكي حفتر بتغيير عمالته باتجاه روسيا إن قام الروس بحمايته هو و أبنائه . حين يكون شرق ليبيا تحت سيطرة روسيا و بوجود روسيا القوي في سوريا ، تكون هنالك فرصة ذهبية أمام الروس لتشكيل كماشة على ما بينهما من أجل اقتلاع النفوذ الأمريكي .