سياسة عربية

ندوة تناقش مشاركة حماس في الانتخابات.. هل أخطأت أم أصابت؟

بدران قال إنه لا توجد "عصا سحرية" تستطيع حل المشاكل كافة- جيتي
بدران قال إنه لا توجد "عصا سحرية" تستطيع حل المشاكل كافة- جيتي

ناقشت ندوة نظمها منتدى التفكير العربي في لندن، مساء الثلاثاء، مشاركة حماس في الانتخابات الفلسطينية، أكد فيها الضيوف على أن التحديات التي تواجهها البيئة الداخلية الفلسطينية كبيرة، ولا يمكن حلها بالانتخابات.

 

وشارك في الندوة المتخصصة التي تابعتها "عربي21"، عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران، والكاتب والمحلل السياسي محمد عايش، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة لندن عاطف الشاعر.

 

وحول مشاركة حماس في الانتخابات الفلسطينية، أكد بدران على أن مهمة حركته مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومقاومته بكافة الأشكال والأساليب التي تضمنتها القوانين الدولية.

 

وأشار إلى أن هناك أصواتا تقول إن تقديم الانتخابات على حل مشاكل الانقسام ليست بخطوة صحيحة، معلقا بالقول، إن حركته قامت بجولات عدة مع حركة فتح وتم التوقيع على العديد من الاتفاقيات، ولكن بالنهاية لم يتم تطبيقها وترجمتها على أرض الواقع.

 

وأضاف أنهم لم يستطيعوا إنهاء حالة الانقسام، مشددا على أن حركته لا تتحمل مسؤولية التعطيل في ذلك، مضيفا بالقول: "قد لا تكون الانتخابات الطريق الأمثل، ولكنها المتاحة حاليا، من خلال إرجاع الأمر إلى الشعب الفلسطيني من أجل أن يحكم".

 

وشدد على أنه لا توجد "عصا سحرية" تستطيع حل المشاكل كافة، مشيرا إلى أنه "على الأقل يجب أن يبدأ قطار المصالحة بالتحرك إلى الأمام لتحقيق الوحدة رغم معرفتنا بالمعوقات والصعوبات الداخلية والخارجية".

 

اقرأ أيضا: ندوة متخصصة: الانتخابات الفلسطينية لن تنهي الانقسام (فيديو)
 

وحول أهداف مشاركة حركته في الانتخابات، أكد بدران على أنهم يسعون لرفع السقف السياسي الفلسطيني، بعد وصول مسار أوسلو لطريق مسدود، و"إحداث تغيير في بنية النظام السياسي الفلسطيني سواء على مستوى السلطة أو منظمة التحرير يشارك فيه الجميع بعيدا عن حالة التفرد".

 

ولفت إلى أن نظام الانتخابات الحالية يختلف عن تلك في عام 2006، موضحا أن هناك توافقا مبدئيا مع فتح لتشكيل حكومة وحدة وطنية، تتركز مهمتها في الإطار الخدماتي.

 

وحول شكل مشاركة حركته بالانتخابات، أوضح أن هذه المسألة ما زالت تخضع للنقاشات داخل الحركة ومع الفصائل الأخرى، ولا اتفاق حتى اللحظة بشأنها.

 

وحول مشاركة المقدسيين في الانتخابات، أكد القيادي في حركة حماس على أنه لا يوجد ضمانات دولية بهذا الشأن.

 

ما المطلوب قبل التوجه للانتخابات؟

 

من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي محمد عايش، إن حركة حماس بدأت بجملة أخطاء منذ عام 2006 بدءا بالمشاركة بالانتخابات، وراكمت أمامها خسائر متتالية ومتراكمة، مشددا على أن المشاركة بالانتخابات المقبلة تعد "مقامرة" منها تكبدها خسائر فادحة.

 

ولفت إلى أن حركة حماس يتم جرها وتحويلها من حركة تحرر وطني إلى حزب سياسي داخل سلطة تحت الاحتلال، وتتم هذه العملية بشكل تدريجي بخطة إسرائيلية ومن الرباعية الدولية.

 

وأشار إلى أن حركة حماس تريد الدخول في المجلس الوطني الفلسطيني على شكله الحالي، وهو اعتراف ضمني بـ"إسرائيل"، مستدركا في الوقت ذاته على أنه مع أن تكون الحركة جزءا من منظومة منظمة التحرير بشرط إصلاحها أولا وفق مشروع وطني متوافق عليه.

 

وشدد على أن معضلة حركتي حماس وفتح، تكمن في أنهما حملا عبئا يتحمل مسؤوليته الاحتلال بالدرجة الأولى.

 

ماذا يريد الناخب الفلسطيني؟

 

وحول النسبة العالية في مشاركة الفلسطينيين في مناطق السلطة الفلسطينية في التسجيل للانتخابات، أكد أن الناخب الفلسطيني يعاني من حصار في غزة وتضييق وقمع من الاحتلال والأجهزة الأمنية للسلطة في الضفة الغربية المحتلة، مشيرا إلى أن الوضع المأزوم يدفعه للذهاب للتسجيل.

 

ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني مسيس، وهناك حالة من الاستقطاب من الفصيلين الكبيرين (حماس وفتح) لدفع أنصارهما للتسجيل.

 

اقرأ أيضا: باحث فلسطيني: الانتخابات النزيهة بحاجة لإنهاء الانقسام أولا
 

بدوره قال المحلل السياسي عاطف الشاعر، إن الشعب الفلسطيني يتوق للتغيير في ظل ظروف صعبة يعيشها، ويعتقد أن الانتخابات قد تسهم في فك العقدة المتمثلة بالحصار لاسيما بغزة.

 

ورأى أن هناك مشكلة أكبر وهي بنية السلطة والوضع الفلسطيني بشكل عام، متسائلا: "هل الانتخابات علاج حقيقي للمشكلة الفلسطينية؟".

 

الانتخابات قد تكرس الانقسام.. كيف؟

 

واتفق الشاعر وعايش على أن التوجه للانتخابات قبل حل مشاكل الانقسام وإفرازاته قد يكرس الانقسام ويعمقه.

 

وشدد الشاعر على أن الظروف غير مهيأة للانتخابات، والأصل أن يتم التوافق، حول ما يريده الفلسطينيون على صعيد الصراع مع الاحتلال في ظل توافق داخلي على ذلك.

 

ورأى أن الانتخابات ليست الحل، لاسيما أنها تأتي في ظل تكلّس وتحجر الوضع السياسي الفلسطيني، واختلاف للأيدلوجيات لدى الفصائل الفلسطينية والتي لا تفضي إلى نوع من التوافق الذي يجعل الفلسطينيين يتقدمون إلى الأمام.

 

وشدد على أن المطلوب إصلاح منظمة التحرير بحيث تشمل الكل الفلسطيني، ثم التوافق على القواعد التي ستجري على أساسها الانتخابات، والتوافق على برنامج وطني ومن ثم الذهاب باتجاه الانتخابات التي قد تفرز في وضعها الحالي تعميق الانقسام في ظل بنية فلسطينية هشة.

 

وأضاف أنه لا توجد حتى اللحظة إجابات لأسئلة ما بعد الانتخابات، وما الذي قد تنتجه للفلسطينيين.

 

وهذا ما ذهب إليه أيضا المحلل السياسي محمد عايش، الذي قال إنه من المفترض الذهاب للمصالحة قبل الانتخابات، مشيرا إلى أن الوضع الحالي قد ينجم عنه توجه الناخب لانتخاب جهات غير حركة حماس وفتح، مثل تيار دحلان الذي يضخ "المال السياسي" وله ارتباطات خارجية.

 

وشدد على أنه كان من المفترض حل إفرازات الانقسام، لاسيما تلك المشاكل المعقدة مثل ملف موظفي قطاع غزة.

 

وأكد أن حماس ستكون أكثر الخاسرين في الانتخابات، حتى وإن حصدت أعلى المقاعد أو أقلها، كما بين تعقيدات الوضع في الضفة الغربية، وإمكانية خسارة شرعيتها.

 

واتفق الشاعر وعايش، على أن الواقع الفلسطيني سيكون أمام المزيد من الخلافات، وقد تخلق الانتخابات إفرازات جديدة من المشاكل مثل الطعون الانتخابية ومشاورات المجلس الوطني، ما يسهم في تعميق الخلافات بشكل أكبر.

 

التعليقات (0)