سياسة عربية

علاقات الخليج ببريطانيا مرت بأزمات.. ماكنمارا ليست الأولى

ماكنمارا تعتزم مقاضاة الوزير الإماراتي في بريطانيا بتهمة الاعتداء الجنسي- تويتر
ماكنمارا تعتزم مقاضاة الوزير الإماراتي في بريطانيا بتهمة الاعتداء الجنسي- تويتر
تعد قضية كيتلين ماكنمارا البريطانية، التي اتهمت وزير التسامح الإماراتي، والعضو البارز في العائلة الحاكمة بأبو ظبي، نهيان آل نهيان، بالاعتداء الجنسي عليها، خلال إشرافها على تنظيم مهرجان في الإمارات، واحدة من العواصف الدبلوماسية التي ثارت بين الخليج وبريطانيا.

وكشفت كيتلين ماكنمارا، البالغة من العمر 32 عاما، لصحيفة صنداي تايمز عن تفاصيل دقيقة وكاملة، لتعرضها للاعتداء الجنسي في قصر منعزل، في أبو ظبي في فبراير/شباط الماضي.

ويعد وزير التسامح الشيخ نهيان، الذي ينفي هذه المزاعم، عضوا بارزا في العائلة المالكة في أبو ظبي ولديه عقارات في بريطانيا تقدر بملايين الجنيهات.

وقد عادت ماكنمارا إلى بريطانيا، وأعطت شرطة العاصمة في يوليو/ تموز الماضي وصفا مفصلا للاعتداء الجنسي المزعوم.

وسبق أن أثارت بعض الممارسات في الخليج، أزمات مع بريطانيا، وبدأت عام 1980 بعد عرض الفيلم الوثائقي الدرامي "موت أميرة" على قناة آي تي في حول الإعدام العلني لأميرة سعودية، وعشيقها الذي تم قطع رأسه.

وكلف الفيلم الشركات البريطانية نحو 250 مليون جنيه إسترليني من العقود المفقودة، وتعد هذه القضية اليوم منسية إلى حد كبير.

ثم كتب السفير البريطاني المنتهية ولايته لدى السعودية السير جيمس كريغ في عام 1984 برقية وداع سرية إلى رئيسه في الحكومة البريطانية، حيث اتهم مضيفيه السعوديين بأنهم "غير أكفاء ومنعزلون وجاهلون بالعالم من حولهم".

وقد أدى تسريب البرقية ونشرها علنا إلى إحراج الحكومة البريطانية.

ومرت العلاقات بين المملكة المتحدة والإمارات بفترة عصيبة في عام 2018 بعد اعتقال ماثيو هيدجز، طالب الدكتوراه البريطاني في دبي.

وكان هيدجز يبحث في أطروحة حول الأمن في فترة ما بعد الربيع العربي، لكن المسؤولين الإماراتيين قالوا إنهم وجدوا أدلة إدانة على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به تثبت أنه جاسوس، وهو الأمر الذي نفاه.

واحتُجز هيدجز لشهور قبل أن يتم العفو عنه، وقال إنه تعرض خلال تلك الفترة لـ "التعذيب النفسي" في الحبس الانفرادي.

وقبل جائحة كورونا العالمية، كانت هناك قضية كبيرة، في المحكمة العليا في لندن تتعلق بالشيخ محمد آل مكتوم، حاكم دبي، وزوجته السابقة الأميرة هيا، الأخت غير الشقيقة للعاهل الأردني الحالي، الملك عبد الله الثاني.

وعلى الرغم من جهود الشيخ لوقف نشر ما قالته الأميرة فقد حكم القاضي ضده.

وقد عرف العالم كيف أن الرجل البالغ من العمر 70 عاما، وهو شخصية ذائعة الصيت في عالم سباقات الخيول وغالبا ما يتم تصويره مع ملكة بريطانيا في أسكوت، قام باختطاف وسجن بناته عندما حاولن ترك الأسرة.

وحكم القاضي أيضا بأن الشيخ محمد "شن حملة تخويف وترهيب" ضد زوجته السابقة التي فرت إلى بريطانيا العام الماضي مع طفليها قائلة إنها تخشى على حياتها.

وأثار هذه القصة تداعيات لفترة وجيزة في عالم سباقات الخيول وسط دعوات من بعض الجهات لقطع الصلات مع الشيخ.

وكانت السعودية، من بين دول الخليج، الأكثر إثارة للجدل، فقد أنتج نظامها القضائي، الغامض والقاسي والذي تعرض لانتقادات كثيرة، حالات لا حصر لها من انتهاكات حقوق الإنسان الموثقة جيدا من قبل مجموعات مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش.

لكن الحكومة البريطانية تنظر إلى السعودية على أنها حصن حيوي ضد التوسع الإيراني العدواني في جميع أنحاء المنطقة.

كما أن السعودية توفر وظائف لآلاف البريطانيين خاصة في صناعة الدفاع.

لكن ساهمت الغارات الجوية التي شنتها القوات الجوية السعودية في حرب اليمن، في بعض الأحيان باستخدام الطائرات والذخائر التي تبيعها بريطانيا، بشكل كبير في تصنيف الأمم المتحدة للصراع على أنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وطغت جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، على مجمل الأزمات، لكن تقطيع جثة خاشقجي التي لم يعثر عليها حتى اليوم، والتي يتهم ولي العهد محمد بن سلمان بالوقوف وراءها، بالمجمل لم تؤد إلى قطع العلاقات.

وبشكل جماعي، تشكل دول الخليج العربية ثالث أكبر شراكة تجارية للمملكة المتحدة خارج الاتحاد الأوروبي حيث استثمرت تلك الدول مليارات الجنيهات الإسترلينية في اقتصاد بريطانيا، وفي مقابلة حديثة مع صحيفة ذي ناشيونال الإماراتية تحدث رئيس الوزراء بوريس جونسون عن أهمية المنطقة بالنسبة لبريطانيا.
0
التعليقات (0)

خبر عاجل